معلومات عليك معرفتها قبل بدأ رحلتك

معلومات عليك معرفتها قبل بدأ رحلتك

ليست كل الرحلات والاسفار تكون من خلالطيران السعودية أوطيران الامارات متجها الى فرنسا للمبيت في فندق من سبع نجوم والحضور للحفلات الليلية كما يعتقد البعض، هناك رحلات من نوع مميز يعرفها من لامس قلبه حب الطبيعة العذراء واستمتع بجمالها انها رحلات المشي الطويل على طريقة أجدادنا ،يتميز هذا النوع من السفر بالمغامرة وترقب الجديد واكتشاف الذات والطبيعة المحيطة بنا ، كما تعتبر هذه الرحلات حلقة وصل بين حاضر محتاج وماض مقدس ومستقبل مجهول، فهي تربطك بالحياة البدائية القديمة وتجعلك تكتشف ثقافة شعوب مختلفة وعادات منقرضة وتأخذ بيدك نحو حياة برية خجولة ومنعزلة.

اعلم عزيزي الرحال أن رحلة المشي الطويل ليوم واحد فقط تعادل 10 حصص في عيادة طبيب نفساني محنك، فهي فرصة للجلوس في أحضان الطبيعة والارتواء من أنهارها والأكل من ثمارها، ولا تغفل عن المجموعة التي ترحل معها، فصديقك في الرحلة إما أن تستفيد منه خصلة أو يربيها فيك، فهناك من سيعلمك الكرم والجود لحسن خلقه وهناك من سيربي فيك الصبر بسبب بعض تصرفاته. 

انه لامر مؤسف عزوف الشباب عن هذه الرحلات التي لا تكلف كثيرا، وبقاءهم أمام هواتفهم والاكتفاء بتصفح صور الطبيعة ومشاركتها والتحسر على اكتشافها، فرحلات المشي الطويل والتخييم لا تتعلق بفصل معين بل يمكنك القيام بها في الصيف والشتاء والربيع والخريف، فقط تختلف المسارات .

كما يجب التنبيه على ان ابتعاد بعض الرحالة عن مبادئ هذه الرياضة المقدسة امر خطير فكثيرا  ما تجد مخرب للطبيعة وعدوا للبيئة في شخص رحال، فوجب التذكير لهم والتعليم. 

إن القيام بنزهة في منتزه شيء والقيام برحلة مشي طويلة شيء أخر، فاختيارك لبعض المسارات والقيام ببعض التصرفات والتخلي عن بعض المعدات والاستغناء عن بعض الإرشادات وعدم الاكتراث بالتخطيط المسبق يجعل من رحلتك كابوس حقيقي بل قد يجعل منها حدا نهائيا لحياتك، فإليك بعض الإرشادات والقواعد الأساسية لهذا العالم البري الجميل. 

واعلم عزيزي الرحال أنك لا تحمل فقط أمتعتك فوق ظهرك إنما تحمل أيضا مسؤولية ليست أقل من جبل ، فبمبادئك ستستمر الطبيعة في استضافتنا وبتخليك عن مبادئ الرحال ستنزعج منا البيئة ويسخط علينا كل سكان القرى الذين يستقبلوننا بالحفاوة والكرم، وستضطر السلطات لمنعنا من التخييم وحينئذ لا ينفع ندم النادمين.

أول قاعدة ذهبية يجب احترامها، قم باختيار مسارك ورحلتك بعقلانية وواقعية، إذ يجب عليك اولا تحديد مستواك الرياضي وتحملك البدني بين خمس مستويات( ضعيف جدا، ضعيف، متوسط، جيد وجيد جدا) ,اترك شغفك وحبك للرحلة جانبا وكن صادقا وواقعيا مع نفسك، فاعتمادا على قرارك ستحدد سعادتك من تعاستك. بعد تحديد مستواك البدني يمكنك اختيار رحلة مناسبة لك مع الأخذ بعين الاعتبار هذه العوامل الأربعة: 

•  المسافة
• الارتفاع
• فروق الارتفاع بين نقطتين من سطح الأرض
• ونوع التضاريس

إذا كنت مبتدأ فابدأ من الارتفاعات والمسافات القصيرة، أو اعثر على رفيق أكثر خبرة، أولا لا تخرج لأول مرة بمفردك فهناك فرق كبير بين المغامرة والتهور، فأنت لست ضامنا لما يحصل لك خلال الرحلة، فوعكة صحية خفيفة أو لسعة عقرب بسيطة وأنت بمفردك قد تحول رحلتك إلى كابوس. وناهيك عن هذا فالرحلة في صحبة قدماء الرحل تجعل من رحلتك أكثر متعة وتجد وقتا كافيا لتبادل الخبرات والتجارب، وتكتسب منهم أساسيات فن المشي لمسافات طويلة

بعد تحديد مسار رحلتك تحقق من أحوال الطقس، نعم هي ليست دائما دقيقة لكنها تعطيك إشارة جيدة للمناخ المتوقع، فقليل من الثلوج وبعض التساقطات المطرية قد تحول ارتفاعا سهلا بالنسبة للمبتدئين إلى رحلة استكشافية للمغامرين ورجال البرية، فالضباب وارتفاع درجة الحرارة والأمطار الغزيرة والثلوج والرياح القوية وحتى التساقطات القليلة كل هذه العوامل ترفع من خطورة رحلتك، تحقق من أحوال الطقس في اليوم السابق ونفس اليوم ولا تتردد في تغيير يوم الرحلة وتذكر أنك تخرج للاستمتاع وليس للمعاناة. 

عند المشي لمسافات طويلة انتبه إلى الضباب والغيوم خاصة في التضاريس الجبلية التي تتغير فيها الظروف المناخية بشكل مفاجئ، فإن ظهر لك تغير عن بعد فلا تتردد في العودة وإن كنت في مكان ما فتدهورت الظروف، حاول أن تجد لنفسك ملجأ حتى تهدأ الطبيعة.

 قد ترغب في قراءة  المقالة التالية  حول: ملابس السفر الأساسية